ألغام الحوثي تلتهم الأرواح.. ومسام يطهر الجنوب من دنس المليشيات
مع توالي أيام الحرب وقسوتها، تظل الألغام أحد الحيتان المتوحشة التي التهمت الإنسانية وخلّفت وراءها قائمة طويلة من الضحايا، الذين تدون أسماؤهم بكلمات يخطوها الدم.
ضحايا الألغام باتوا أرقامًا في قاموس الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، الحرب الغاشمة التي شّنها فصيل إرهابي لا يجيد إلا الدم، ولا يسمع إلا صوت الرصاص، ولا يُسيِّر إلى جنائز الموت القاسي.
إحصاءات حديثة نُشرت لتضاف إلى سجل مؤلم من تأريخ ضحايا الحرب، تقول إنه تم التيقن من مقتل 372 مدنيًا وإصابة 754 آخرين؛ نتيجة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون وقذائف مخلفات الحرب، منذ منتصف عام 2019.
لا توجد خرائط جقيقة تبين مواقع حقول الألغام في معظم المناطق الملوثة بالإرهاب الحوثية، لكن زراعة متفجرات الموت المخفية تكتيك تتبعه المليشيات الإرهابية في كل المناطق التي تنشط بها، لإيقاع أكبر قدر ممكن من المدنيين والحيلولة دون تمكن القوات المناوئة للمليشيات من التقدم ضدها.
جُرم آخر يقع في حق الإنسانية، وهو حالة الصمت الدولية على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، صمتٌ بمثابة الإشارة الخضراء التي تتيح للمليشيات التماهي في اعتداءاتها التي تستهدف البشرية وتندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية.
وبينما كان العالم يتبع صمتا مدقعا، كانت المملكة العربية السعودية تغرّد في سماء المواجهة، عبر جهود مكثفة وموسعة من التصدي للإرهاب الحوثي الغاشم.
فمن خلال مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام"، نجحت المملكة منذ إطلاق هذا المشروع في تفكيك 338 ألفًا و 92 لغمًا زرعتها المليشيات الحوثية بعشوائية لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء.
خلال شهر مايو مايو فقط نجح مشروع مسام في تفكيك 2199 لغمًا، وفي الأسبوع الثاني من شهر مايو تم تفكيك 1201 لغم زرعتها المليشيات الحوثية، منها 35 لغمًا مضادًا للأفراد، و 649 لغمًا مضادًا للدبابات، و507 ذخائر غير متفجرة، و10 عبوات ناسفة.
جهود السعودية في هذا الإطار انتفع الجنوب نحو حياة آمنة، إذ تمكّن مشروع مسام من نزع 274 لغمًا مضادًا للدبابات و363 ذخيرة غير متفجرة في العاصمة عدن، ونزع لغمين اثنين مضادين للدبابات في مديرية المضاربة بمحافظة لحج.
وفي محافظة نُزع شبوة، نجح مشروع مسام في إزالة 17 لغمًا مضادًا للأفراد و217 لغمًا مضادًا للدبابات في مديرية عين، ونزع 3 ألغام مضادة للأفراد في مديرية بيحان، إلى جانب 70 ذخيرة غير متفجرة وعبوتين ناسفتين في مديرية عسيلان.