الأسلحة البيولوجية والكيميائية فى صراع أوكرانيا.. اتهامات روسية وغربية متبادلة
مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا في يومه الـ٣٠، وتصاعد العملية العسكرية للمرحلة الأكثر خطورة، حول تبادل اتهامات في استخدام الأسلحة البيولوجية الكيميائية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا.
وفي التقرير التالي الاتهامات المتبادلة بين روسيا والغرب حول الأسلحة البيولوجية والكيميائية
الكرملين
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية بأن موسكو ربما تعتزم شن هجوم بأسلحة كيميائية في أوكرانيا هي محاولة لصرف الانتباه عن اكتشاف مختبرات أسلحة بيولوجية سرية تديرها واشنطن في أوكرانيا.
وقال بيسكوف وفق وكالة أنباء "تاس" الروسية إن هناك العديد من المسائل القابلة للنقاش بخصوص هذا الأمر، مضيفا: "هذه معلومات حساسة للغاية بالنسبة لنا وللعالم بأسره".
وتطالب روسيا والصين بتقديم مزيد من المعلومات بشأن تلك المزاعم المتعلقة بالعثور على مختبرات أسلحة بيولوجية سرية في أوكرانيا، وتورط هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تمويل هذه المختبرات.
مجلس الأمن
وكان قد عقد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف "الأسلحة البيولوجية" التي تؤكّد موسكو أنّ أوكرانيا تصنّعها بدعم من الولايات المتّحدة، في اتّهام سخّفته واشنطن ولندن الخميس خلال جلسة عقدها المجلس حول سوريا.
وتتّهم روسيا حكومة كييف بأنّها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وهو ما نفته العاصمتان.
وسبق لروسيا أن اتّهمت في 2018 الولايات المتحدة بأنّها أجرت سرّاً تجارب بيولوجية في مختبر في جورجيا، وهي على غرار أوكرانيا جمهورية سوفياتية سابقة تسعى للانضمام إلى كلّ من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وخلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيميائية التي استخدمت خلال الحرب في سوريا، اغتنمت واشنطن ولندن الفرصة لإثارة قضية أوكرانيا.
ومن حذّرت الولايات المتحدة وبريطانيا من أنّ روسيا قد تلجأ لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا.
وقال نائب السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن ريتشارد ميلز، إنّ "روسيا نشرت تكراراً معلومات مضلّلة بشأن استخدام سوريا المتكرّر لأسلحة كيميائية".
وأضاف أنّ "دفق الأكاذيب التي ضخّتها روسيا أخيراً في محاولة لتبرير الحرب المتعمّدة وغير المبرّرة ضدّ أوكرانيا يجب أن يوضح، بصورة نهائية، أنّه لا يمكن أيضاً الوثوق بروسيا عندما تتحدّث عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا".
بدوره قال نظيره البريطاني جيمس كاريوكي إنّ "روسيا تواصل حربها العدوانية على أوكرانيا، وتحاصر المدن، وتقتل مدنيين بشكل عشوائي، وتجبر ملايين الأشخاص على الفرار بحثاً عن الأمان".
وأضاف أنّ "أوجه التشابه مع سلوك روسيا في سوريا واضحة" و"المقارنة تمتدّ أيضاً إلى الأسلحة الكيميائية، إذ نرى شبح التضليل الروسي المألوف يلوح في الأفق في أوكرانيا" حول هذا الموضوع.
البيت الأبيض
ومن جانبه، كان قد حذر البيت الأبيض في، من أن روسيا ربما تخطط لهجوم بأسلحة كيمياوية أو بيولوجية في أوكرانيا، مشددا على ضرورة الاستعداد لهذا الاحتمال.
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي تصريحات روسية حول معامل أمريكية للأسلحة البيولوجية وتطوير أسلحة كيمياوية في أوكرانيا بأنها "غير معقولة".
وحذرت من أن هذه الادعاءات "حيلة واضحة" لتبرير المزيد من الهجمات المتعمدة وغير المبررة.
ويأتي ذلك بعد أن تحدث مسؤولون غربيون عن مخاوف مماثلة بشأن هجمات جديدة.
وأعرب مسؤولون غربيون عن "قلقهم الشديد" من مخاطر التصعيد في الحرب، وحذروا "بشكل خاص من احتمال استخدام روسيا لأسلحة غير تقليدية".
وأوضح المسؤولون الغربيون أن هذا القلق يعود جزئيا إلى ما شوهد في أماكن أخرى تخوض فيها روسيا صراعا، خاصة في سوريا حيث استخدم حلفاء موسكو أسلحة كيمياوية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تغريدة على تويتر يوم الأربعاء، إن روسيا استخدمت الصواريخ الحرارية في أوكرانيا.
وتُعرف هذه الصواريخ باسم "القنابل الفراغية" لأنها تمتص الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار شديد الحرارة، وهو ما يجعلها أكثر تدميرا من الأسلحة التقليدية المماثلة في الحجم، ويمكن أن يكون لها تأثير رهيب على الأشخاص الموجودين في محيط الانفجار.