تعطل شبكة فيس بوك وخدماتها يربك العالم.. خبراء: فرصة للعودة إلى الحياة الهادئة.. “هالة”: البدائل الأخري أكثر راحة.. و“صادق”: الحياة الأسرية لا تحتاج مواقع التواصل.. والبيزنس أكبر المتضررين
أصاب عطل مفاجئ مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك- ماسنجر- إنستجرام- واتساب» على مستوى العالم، منذ قليل، حيث اشتكى بعض مستخدمي هذه المواقع من تعطل الخدمة.
أكدت إدارة موقع فيسبوك، عبر حسابها الشخصى على «تويتر»، عن وجود عطل مفاجئ في تطبيقاتها، وكتبت تغريدة كالآتي: «نحن ندرك أن بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى التطبيقات، نحن نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، ونعتدز عن أي إزعاج».
كما أكد موقع «إنستجرام»، أنه تعرض لعطل ويعملون على حل المشكلة، قائلًا في تغريدة له على «تويتر»: «يواجه انستجرام، والأصدقاء بعض الوقت الصعب في الوقت الحالي، وقد تواجه مشكلات في استخدامهم، تحملوا معنا، نحن نعمل على حل المشكلة».
وعلى الرغم من الخسائر الاقتصادية التي تكبدها إدارة منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن مستخدمي هذه المنصات فقدوا التواصل المعتاد مع بعضهم البعض، ففي ظل استمرار تعطل مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يتواصل المواطنين مع بعضهم البعض في غيابها ؟
وبدورها، تقول الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إنه في ضوء تعطل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم سيعود المواطنين للتواصل مع بعضهم البعض كما كان عليه الوضع قديمًا قبل وجود هذه المواقع، موضحة أن المواطنين اعتادوا على هذه المنصات لفترة ولكن في ظل تعطلها عن العمل يخلق الإنسان بدائل وينصرف إلى البدائل الجديدة في التواصل.
وأضافت الدكتورة هالة منصور، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن البدائل الجديدة التي سيلجأ إليها الإنسان في التواصل مع الآخرين ستجعله أكثر حرية وهدنة مع نفسه، حيث أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت تخلق صراع كبير مع النفس، نتيجة الاستعجال والحاجة إلى المتابعة المستمرة، إلا أنه في حالة وجود بدائل أخرى للتواصل والاستغناء عن هذه المواقع ستجعله يحصل استراحة منها، مؤكدة أن المواطنين لن يتوقفوا عن التواصل بسبب تعطل عمل هذه المواقع، التي أصبحت مثل الإدمان والتي يحتاج إلى وقت للتعافي، حيث يظل جسم المدمن فاقد للسيطرة لفترة ثم يبدأ جسمه في استعادة المقاومة، ويعود كما كان عليه الوضع من قبل.
كما يوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تسخدم في العلاقات الأسرية والاجتماعية والصداقة والحب والترفيه، وإنما تستخدم في البيزنس، ويتم الاعتمادة بشكل أساسي على واتساب في العمل، حيث أن هذا العطل في هذه المواقع يؤثر على الحراك الاقتصادي بشكل كبير، فهو كارثة تؤثر على الاقتصاد الداخلي والعالمي، وتتأثر الإعلانات أيضًا التي يتم نشرها على مواقع التواصل مثل فيسبوك وغيرها، بما يؤثر على التوريد الاقتصادي والتجارة الإلكترونية، فإن موقع أماذون معطل وهو موقع شهير للبيع، بما سيؤثر على اقتصاد من أهم الاقتصاديات الإلكترونية، فضلًا عن تأثر حجز الطيران والفنادق، التي عانت من الخسائر نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد، وستزيد هذه الخسائر بسبب تعطل هذه المواقع حاليًا.
ويتابع صادق، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن العالم أجمع أصبح أونلاين في التدريس والامتحانات والاقتصاد والبيع والشراء، يتم على الإنترنت، فإن ما يحدث هو زلزال الإنترنت، كما تواجد زلزال فيروس كورونا، مؤكدًا أن استخدام وسائل التواصل القديمة لن تكون مجدية في سوق العمل والبيزنس، وفيسبوك خسر 5.5 من أسهمه في البورصة، فهو ليس للرفهية بل أساسي في العمل في كثير من الأمور على مستوى العالم، حيث يتم التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عالميًا في أي دولة من دول العالم دون الحاجة إلى السفر أو إرسال جواب أو الاتصال هاتفيًا، فهذه كارثة وأسهم هذه الشركات انخفضت في الوقت الراهن بسبب هذا العطل، فإن الوسائل التقليدية موجودة وليس بالكفاءة والسرعة التي عليها مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.