بعد الليركا والبربالحين.. «جابابنتين» أحدث أنواع المخدرات من علاج الصرع
سبق نيوزبعد إدراج كل من عقاري "ليريكا – ليرولين" وباقى الأصناف التى يتم إنتاجها من مادة بريجابالين، ضمن جدول السموم والمخدرات فى سبتمبر عام 2019، اتجه كثيرون إلى عقار بديل يتخذونه مخدرًا مسموح شراؤه بالعلن في مصر، ذلك هو عقار "الجابابنتين" وهو المادة الفعالة لعلاج مرضى الصرع.
وقد ثبت أن تلك المادة لها آثارًا كبيرة في الشعور بالإكتئاب الذي يدفع كثيرًا للانتحار، وذلك ما حدث في عام 21 ديسمبر عام 2019 إذ أقدم شاب يدعى «م.ى» على القفز من الطابق الثامن من شرفة غرفته بمنطقة العجوزة، وكشفت تحقيقات النيابة حينها، أن المتوفى كان يعانى من مرض الصرع، ويتناول أدوية من شأنها زيادة حالة الاكتئاب، وهو ما دفعه للانتحار.
وفى العام التالى 2020 وتحديدًا فى 12 فبراير، حرر كذلك قسم شرطة ساقلتة التابع لمحافظة سوهاج، جنوب مصر، محضر بانتحار “عبد الرحمن. م. أ “ 11 سنة، تلميذ فى الصف الخامس الابتدائى بحبل أعلى سطح منزله، الكائن بنجع آدم- قرية العوامية، وكشفت التحقيقات حينها، أن التلميذ يعانى من مرض الصرع، وكان يتناول حبوب تسببت فى إقدامه على الانتحار.
كما أكد الدكتور هشام محمود استشاري الأمراض النفسية والعصبية أن "الجابابنتين" له القدرة على تقليل الانزعاج العصبي والضغط النفسي كما له القدرة على تسكين آلام، الأمر الذي جعل البعض من مستخدميه يستمرون في تعاطيه بدون دافع طبي مٌلح لينقلب تعاطيه إلى إدمان.
وتابع أنه بناء على بعض الإحصائيات الحديثة فإن أكثر مدمني الجابابنتين هم مدمنين سابقين للمورفين مُشيرًا إلى أنه توجد إحصائية أخرى أجريت عام 2015 أثبتت أن ما يقرب من 15% من مدمني العقاقير الطبية هم مدمني جابابنتين، وأدرجت الدراسة الجابابنتين من المخدرات الدوائية إذا لم يتم التعامل معه بصورة طبية تحت نظر الطبيب المختص.
و"الجابابنتين – النيورنتين" هى مادة دوائية تستخدم فى صناعة العقاقير الطبية لعلاج نوبات الصرع الجزئية وبعض التهابات الأعصاب المزمنة، الناتجة عن الإصابة بالحزام النارى «الهربس»، من خلال تقليل الإشارات العصبية المنطلقة من المخ، بحسب النشرة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
يذكر أنه قد انتبه العالم إلى خطورة مادة الجابابنتين إذ بعد أن أكدت أبحاث ودراسات مايقرب من 80 بحثًا حول خطورة التوسع فى استخدام مادة «جابابنتين» وتسببها فى ارتفاع معدلات الجريمة، وأوصت هذه الدراسات بتقييد استخدامها، ما أدى إلى تحذير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث استجابت لهم كل حكومات العالم، بما فيها حكومات الخليج والبلدان العربية، ووضعت المادة ضمن جدول السموم والمخدرات، حتى أن بعض الدول حددت أسماء الأطباء المسموح لهم بصرفها.
وفى أغسطس عام 2019، أصدرت وزارة الصحة المصرية قرارًا بوضع مادة البريجبالين ضمن الفقرة «د» من الجدول رقم «3» الملحق بقانون مكافحة المخدرات، وتضاف مستحضراتها إلى الجدول الأول الخاص بتنظيم تداول الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية.
"الدستور" قامت بجولة داخل عدد من الصيدليات أثبتت سهولة الحصول على العقار الذي يسبب الإدمان"الجابابتين" دون أي شروط أو ضوابط، وتباينت الأسعار بين الأربعون جنيهًا والثمانون جنيه حسب تركيزه، كما أشار عدد من الصيادلة ومن بينهم الدكتور صيدلي محمد سليم إلى أنه بهذه الفترة هناك إقبالًا كبيرًا على شراء عقار "الجابابتين" بشكل مٌقلق مؤكدين أن هناك من يتخذ هذا الدواء تحديدًا كمخدر نظرًا لتأثيراته على الصحة المزاجية ، وارتباطه بحالة السعادة لدى المتعاطين.
وكشف تقرير «أى إم إس»، أنه من بين 139 صنفاً دوائياً تقدم فى السوق المصرية لأصحاب الأمراض النفسية، هناك 49 صنفاً يحمل مادة «جابابنتين»، موضحا، أن إجمالى مبيعات أدوية الأمراض النفسية منذ أكتوبر 2020 وحتى أكتوبر 2021، بلغت 2.5 مليار جنيه، كما تبين أن أغلب الشركات التى تقوم بعرض الخام للبيع تتبع لدولة الهند.
جدير بالذكر أن الجابابنتين يظهر في تحليل المخدرات بالرغم من أن القيام بهذا التحليل يعد غير مألوف لدرجة كبيرة نظراً لأنه في الأصل دواء طبي متاح تداوله في الكثير من الصيدليات.
نقيب صيادلة القاهرة: الحل في تشكيل لجنة للتقنين وليس إدراجه جدول
الدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة أوضح أن الجابابنتين دواءًا هامًا جدًا يستخدمه مرضى التهاب الأعصاب الطرفية ومرضى السكر، وكذلك مرضى الصرع والانزلاق الغضروفي فهو ضروري لهم بشكل كبير في تخفيف حدة الآلام، لذا فمن الصعب أن يؤخذ قرار بمنع تداول هذا الدواء او إدراجه جدولًا على الرغم من أنه بالفعل يستخدمه الكثيرون اسخدامًا خاطئًا بإدمانه واعتباره كأحد أنواع أنواع المخدرات إذ أنه في حالة إدراجه جدول سيُعرض هذا الأمر قطاعًا كبيرًا من المرضى للظلم، مشيرًا إلى أن ذلك سيعني وجود قيود كبيرة على صرف الدواء من شأنها أن تؤرق مستحقي الدواء الحقيقون.
لذا اقترح الشيخ أن يتم تشكيل لجنة من نقابة الصيادلة وهيئة الدواء، وغرفة صناعة الدواء، وشعبة الموزعين للوصول إلى قرار سليم بخصوص تقنين صرف دواء الجابابنتين تضمن تحقيق مصلحة المريض، والحد من انتشار هذا الدواء بين الشباب كمخدر بديلًا عن البربالجين، مشيرًا إلى أن كل من البربالجين والجابانتين يعدوا هما ذات التركيب الدوائي، ولكن البربالجين نموذجًا دوائيًا مطورًا عن الجابانتين، لذا عند إدراج البرالجين جدول أول، انصرف المتعاطون إلى تناول الجابابنتين خاصة مع رخص ثمنه.
وأشار نقيب الصيادلة إلى ضرورة التوعية المجتمعية بأضرار استخدام الأدوية الاستخدام الخاطئ، من خلال المشاريع المجتمعية للأطباء والصيادلة وتنظيم حملات التوعية بأضرار الاستخدام الخاطئ للأدوية، وأضرار ذلك بأنه من يسلك طريق إدمان الأدوية واستخدامها كمخدرات من الصعب أن يعود معافًا من جديد فهي تدمر خلايا المخ لديه، وتصيبه بالعديد من الأضرار.